كلنا نسمع و نغني لفيروز "شايف البحر شو كبير، قد البحر بحبك" ولا أحد يعلم أين هو حب فيروز الذي يستحيل قياسه بهدية تهدى في عيد ميلاد الحبيب أو عيد العشاق......اعيش في زمن يستهلك فيه الحب كما تستهلك جميع المنتجات الاخرى. يقارن حب بحب للاختيار. هناك مقياس دقيق للحب، مقياس لما يحسب كحب وما لا يحسب حب . أعيش في زمن ألام اذا استطعت أن أعيش حب اتعرى فيه تماما من اي تصنع أواحتياج أو متطلبات... الام ان احببت دون ان انتظر مقابل يساوي في المقدار... ألام ان استطعت أن احب دون أن اشعر بالغيرة أو الشوق.. وكأن الالم لا الفرح أصبح جزء من مكونات الحب ......
يستهلك الحب برشفات محسوبة القدر وهناك مقاييس تدل أن العلاقة ناجحة أو فاشلة..... هدايا مادية تهدى في مناسبات معينة لا يجوز نسيانها... مشاعر مفتعلة من الغيرة والشوق والالم تصنف العلاقة بأنها علاقة حب وعشق...حسابات رياضية واضحة وطقوس غرامية واجبة يجمع فيها العطاء ويطرح الأخذ لوضوح المعادلة والكفة التي تثقل يكون حب هذا الشخص أكبر....حتى لو كان جزء من العطاء المحسوب هو جرعات غيرة تسببت بألم... . وبناءا عليه تستمر علاقات وتنتهي علاقات باسم الحب..... واستهلاكه.... الطقوس التي تدل على أن العلاقة علاقة حب طقوس لا تمت بالحب بصلة... ولكن ترتبط بعلاقة وثيقة "باستهلاكية الحب"... فالعلاقات والطقوس متشابهه في كل العلاقات ولا يستحب اهمال اي منها.... هناك قوانين واضحة لما يجب تقديمه في اي علاقة والمشاعر التي يجب احساسها (أو افتعالها) في كل حدث.. فالعلاقات والحب مشروط بحصول هذه الشروط وفق المقاييس المتعارف عليها.... والتي قد لا تناسب الافراد بالضرورة أو شخصياتهم ولكنها موضة ويجب اتباعها حتى يتم تصنيف العلاقات بالشكل المطلوب.... ويسوق للحب برسائل جاهزة وأغاني ووسائل اتصال تسهل عملية استهلاك الحب على مدار اليوم وبأسعار متفاوتة تمكن الجميع من الحب وقد تمكن البعض من حب أكثر من شخص في نفس الوقت... فالمعايير اصبحت معروفة، تتكرر نفسها مع اختلاف الافراد... ولا يوجد اي فرق.....
No comments:
Post a Comment