Friday, September 19, 2008

شعور بالحرية

مرت مدة طويلة منذ ان تحرك قلمي... اكسله قلة الطاقة في شهر رمضان المبارك فما عاد يتحرك الى لكتابة اسطر مجبرة للعمل او الدراسة.... كدت انسى ان لي مدونة مع كل ما يدور في عالمي الصغير من مشاريع، تقلبات وأفكار...
واليوم اعود ولا اعد بالكثير من الكلمات...
اعود عاشقة لللغة العربية من جديد....
اعود باحساس بالحرية يغمرني ، احساس لم يسبقه مثيل...
وكأنني سلبت حرية اختيار طريق حياتي لمدة من الزمن واستعدتها كهبة وهبتها وانا اتأمل عملي بملل....
فأيقنت ان حان الوقت لتجربة جديدة، توقظني بحماس كل صباح ليوم عمل جديد... .....
تجربة تشعرني بأنها تخاطب روحي فتحفزني للعمل بكل طاقتي...
يصعب علي ان اشرح شعوري..
لانني لم اشعر يوما انني لست حرة، الا عندما قررت ان ابحث عن عمل جديد...
يومها احسست انني امتلك حياتي وان لا شيء يقلقني ..احسست بحرية اشعرتني انني لم اكن حرة قبل هذا القرار.. فعرفت ان الحرية هي الشعور بأن لا أفكار اقوى من افكاري.... عندما تشعر انك قادر على التغلب على فكرة سائدة لما "يجب عمله" او "واجب عمله" او " من الطبيعي عمله" لتعمل عملا لا يتناغم ما هو متعارف عليه او ما حولك من افكار ولكنه يتناغم بايقاع رائع مع دقات قلبك حينها تشعر بالحرية... بأن لا شيء يحكم خطواتك الا افكارك الغير متأثرة بما هو حولك ... فتملك حياتك من جديد....
هذه الايام استعد لمرحلة انتقالية تنقلني الى عمل جديد.... انهي هذا الشهر عملي الحالي لانتقل بعد العيد لعمل في مجال يختلف تماما عما
عملت به لأربع سنوات.... وكلي حماس للتجربة الجديدة واختلافها
تواصلت مع شخص لطالما الهمني فكره، الدكتور منير فاشه في ما يدور في ذهني من افكار حول معنى الحرية، فأرسل لي بما كتبه يوما عن هذا الموضوع والذي سوف اضيفه الى ما كتبته انا
عسى ان يلهمكم كما الهمني
منير فاشه:
ربما يشكل مفهوم الحرية أساساً لشق طرق خارج فلك العولمة. يجري الكلام حالياً حول الحرية السياسية والاجتماعية والفكرية والتعبيرية، ولكن بطريقة تبقينا داخل المنطق السائد. الحرية في أضعف مفاهيمها هي حرية التعبير والخيار واتخاذ القرار، ويلي ذلك حرية المشاركة في العمل بهدف بناء المستقبل. وهما نوعان لا يتعارضان بالضرورة مع العولمة. أما المفهوم الأكثر جوهرية في نظري فيكمن في حرية البحث المستقل عن المعنى، وفي تفسير الكلمات والظواهر، وفي إعادة النظر في المعايير والممارسات والإدراكات السائدة، وفي شق طريق أصيل في الفهم؛ أي الحرية في المشاركة في التأليف والتفسير والفهم والإدراك. سأختار المشي كمثال لتوضيح ذلك. الحرية من النوع الأول تشبه حرية الشخص في اختيار طريق من بين طرق معبّدة، وحرية القرار على أيها يسير، وحرية اختيار وسيلة النقل. والحرية من النوع الثاني تشبه حرية المشاركة في فتح طرق جديدة حسب المقاييس والقوانين والأعراف السائدة. أما الحرية من النوع الثالث فتتمثل في أن تشق طريقك بنفسك حسب ما يفرضه الواقع وخبراتك وقناعاتك، ما قد يعني المشي في الحقول والوديان وعلى رؤوس الجبال. الحرية من النوعين الأول والثاني تعني التحرك بحرية تامة داخل الأقفاص الفكرية السائدة. الحرية من النوع الثالث تبدأ بوعي وجود عوالم خارج هذه الأقفاص، وباكتساب الجرأة على التخيل والتجربة والعمل خارجها. ومن الجدير بالذكر أننا كثيراً ما نستبطن منطق الأقفاص المهيمنة، فندافع عنها بكل قوة. هناك عدة وسائل للجم الحرية من النوع الثالث، لعل أكثرها فاعلية هي الكلمات والمعاني والمعايير المسموح بها – كما ذكرت سابقاً.

سأعطي مثالاً آخر لتوضيح الحرية من النوع الثالث. في زيارة لي لولاية "واهاكا" في جنوب المكسيك، ذكر لي صديق أن أحد ما يطالب به السكان الأصليون الحكومة المكسيكية هو ليس تغيير السجون أو تحسينها في الولاية، وإنما العيش بدون سجون. إذ حسب تقاليدهم ورؤيتهم للأمور، من يضر بآخرين أو يخطئ بحق المجتمع، فإن المجتمع مسؤول قدر الشخص، ما يجعل فصله عن الناس فكرة طائشة. بعبارة أخرى، لا تُحل المشكلة في رأيهم عن طريق عزل الشخص عن الآخرين بل عن طريق التفاعل معه ووضع جهد لمحاولة فهم ما حصل (من قبل الطرفين). أي أن مطلبهم في جوهره هو أن يُترك لهم المجال لأن يعيشوا حسب طرقهم في العيش، فالتنوع الحقيقي هو ليس تنوعاً يتعلق بنوع السجون أو تحسينها، وإنما في تحرير فكرهم وخيالهم من فكرة السجون بالذات.

مثال آخر عشته في الضفة الغربية خلال عقد السبعينيات، ويعكس ما أقوله هنا، تمثل في تأكيدي في عملي مع معلمي الرياضيات على أنه لا يوجد طفل غير منطقي، وإذا قابلنا طفلاً لا نفهم منطقه أو لا نوافق على منطقه، فإن ذلك لا يعني أنه غير منطقي. وهذا بلا شك يضع علينا مسؤولية من نوع آخر، إذ يتطلب منا وضع جهد لمحاولة فهم منطق ذلك الطفل بدلاً من حل المشكلة عن طريق اتهامه بـ "اللامنطقية"، ما يتطلب إعادة النظر فيما نعنيه بمنطق ومعرفة.







3 comments:

Anonymous said...

Mais this is brilliant... your arabic is so poetic and expressive! I never knew you write so well ... do keep it up :) and I hope the new job will replenish your quest for freedom ...
I miss u loads! xxxxx

Anonymous said...

Deena: I just noticed this comment... I miss you too :)

Unknown said...

I thought I was alone inthis world and I just new that I am not alone. Change is always a step forward, not for our living only, for our souls before that. With one condition: align with ourselves.